متابعة
من طفلة تُلطخ جدران غرفتها برسومات بريئة، إلى فنانة تُبدع لوحات فنية على وجهها، هكذا يمكن وصف رحلة لمياء الشعشاعي، فنانة مغربية شابة استطاعت أن تُحوّل شغفها بالرسم إلى فنٍ فريد من نوعه.
لمياء، ابنة مدينة أكادير، نشأت في بيت يضج بالألوان والصباغة واللوحات، فوالدها كان أستاذا لمادة الفن التشكيلي، ومنه نهلت المبادئ الأولى لهواية صارت شغفا ثم مهنة.
توقفت لمياء عن الرسم بعمر 16 لظروف خاصة، إلى أن عادت إليه خلال فترة الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتقول لمياء، الحاصلة على شهادة في التسويق الرقمي: “حاولت أن أدمج ما تعلمته من رسم اللوحات مع حبي للمكياج، وبدأت في تعلم فن جديد بالنسبة لي وهو محاولة رسم ملامح لشخصيات سينمائية على وجهي، مع محاكاة للمؤثرات البصرية الخاصة كالندوب والعاهات مثل ما يقوم به كبار فناني المكياج في السينما العالمية، غير أنني كنت أستعمل المواد المتوفرة لي في المنزل آنذاك”.
وفور انتهاء الحجر الصحي، شرعت لمياء في محاولة دمج التقنيات التي تلقنتها منذ صغرها مع تقنيات مكياج المؤثرات الخاصة.
وتستلهم لمياء إبداعاتها من صلب الثقافة المغربية الغنية بتاريخها وألوانها تراثها، فالمرأة المغربية بلباس الحايك التقليدي، والصناعة التقليدية، والمدن القديمة، كلها مصادر إلهام لمياء.
وتقول لمياء: “عشقت مدينة شفشاون حتى قبل أن تطأها قدماي، واستلهمت من ألوانها وأبوابها صورا جسدتها على وجهي، في محاولة لتصوير ما يختلج في قلبي اتجاه المدينة الزرقاء، على ملامحي، فكما يقال ما ينبض به القلب يظهر على الوجه، وأنا قلبي ينبض بحب بلادي وكل ما تمثله لي ثقافته وتراثه وتاريخه الغني”.