نداءٌ من أجل التآخي والوحدة

22 أبريل، 2024 - 19:57 لنا-الكلمة تابعونا على Lwatan

ياسين الحسناوي

في خطوةٍ مُستهجنةٍ، أقدم النظام الجزائري على احتجاز أقمصة فريق نهضة بركان المغربي قبيل المباراة التي كانت مزمعة بينه وبين إتحاد العاصمة الجزائري في إطار ذهاب نصف نهائي كأس الإتحاد الافريقي لكرة القدم، لِما تضمّه من خريطةٍ للمغرب من طنجة حتى الكويرة، ممّا أشعل موجةً من الغضب والاستياء في المغرب، وفاقم من حدة التوتر بين البلدين الجارين.

إنّ هذا التصرف المُدان من قبل شرائح واسعةٍ في المغرب والجزائر على حدٍّ سواء، يُظهر أنّ النظام الجزائري ما زال أسيرًا لِعُقدٍ قديمةٍ، ويسعى جاهداً لإذكاء نار العداء الأعمى للمملكة المغربية، وذلك على الرغم من الجهود الدؤوبة التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، لِطيّ صفحة الماضي، وفتح آفاقٍ جديدةٍ للتعاون والتآخي بين البلدين.

إنّ سياسة العداء التي تُمارسها الجزائر ضدّ المغرب لن تُفضي إلّا إلى المزيد من التأزيم، وتُعيق تحقيق التنمية والتقدّم في المنطقة، في وقتٍ أحوج ما يكون فيه شعبا البلدين إلى الوحدة والتكاتف لمواجهة التحديات المشتركة.

فبدلاً من إثارة الفتن، كان يُفترض بالنظام الجزائري أن يتّجه نحو تعزيز أواصر الأخوة والتعاون مع المغرب، خاصةً في ظلّ التحديات المشتركة التي تُواجه المنطقة، مثل الفقر، والبطالة، والإرهاب.

إنّ شباب المغرب والجزائر، الذين يُشكلون أكثر من نصفَ عدد سكّان البلدين، قد سئموا من الخلافات السياسية المُقيتة، التي تُعيق تقدّمهم، وتُحرمهم من فرصٍ حقيقيةٍ لتحقيق أحلامهم. فكم من شابٍ مغربيٍّ أو جزائريٍّ هاجر سرّاً إلى أوروبا، أو غرق في البحر الأبيض المتوسط، هرباً من واقعٍ مُزْرٍ، كان أحد أسبابه الرئيسية هي ما ترتب عن الخلافات السياسية المُستفحلة بين بلديهما منذ عقود من الزمن، والتي انعكست سلبا على التنمية السوسيو-اقتصادية في كلا البلدين.

إنّ الوقت قد حان لوضع حدٍّ لهذه الخلافات البائدة، وأن ينظر النظام الجزائري إلى مصلحة شعبه، وشعب المغرب الشقيق الذي لن يأتي منه أي ضرر للجزائر والجزائريين كما أكد ذلك جلالة الملك في أحد خطاباته، بدلاً من السعي وراء تمزيق خريطة المغرب ودعم عصابات ارهابية مثل البوليساريو ومرتزقة الجمهورية المزعومة بالريف.

إنّ شعبي البلدين يتوقان إلى السلام والوئام، والعيش الكريم، وهم قادرون على تحقيق ذلك إذا ما تعاونوا وتكاتفوا، بدلاً من الالتفات إلى دعوات الفرقة والتشتت.

فليكن احتجاز قمصان نهضة بركان درساً قاسياً للجميع، لكي نُدرك أنّ الخلافات السياسية لا تُؤدّي إلّا إلى المزيد من المعاناة، وأنّ حان الوقت لبناء جسورٍ من التعاون والتآخي، بدلاً من حفر خنادقٍ من الفرقة والعداء.