كالآخرين، أدركت خبر الزّلزال من القنوات التّلفزيّة والمواقع التّواصليّة فكان أوّل ما قمت به هو الإسراع إلى معاينة صفحات أصدقائي وصديقاتي المغاربة على فايسبوك.
كنت كمن يركض في مكان ضربه الزّلزال هو الآخر، فالصّفحات بعضها صامت لا جديد عليها منذ وقت، وبعضها ينبئ عن هول الكارثة عبر منشورات الإستغاثة أو الإخبار بأن أصحابها بخير، والبعض الآخر يدعو بالسّلامة للجميع.
تواصلت مع بعض الأصدقاء والصّديقات وسرّني أنّهم.نّ بخير. غير أنّ الأمر يبدو أنانيّة حين تسسرّنا أخبار الأصدقاء والصّديقات وننسى لوهلة أنّ في المفقودين والمتضرّرين والضّحايا أناسا لا نعرفهم ولكنّنا نعرف ما فعلهم بهم الزّلزال الذي أصابهم في الأرواح أو الأجساد أو الأملاك. عندها ندرك أنّ الشّعور بالوجع لا علاقة له بمدى قربنا من الآخرين من عدمه.
الشّعور بالوجع له علاقة فقط بمدى فداحة الأمر. أن تصبح قرى ومدن وبشر وحيوان عدما نتيجة هزّة وأخرى هو امتحان عسير جدّا تفشل في النّجاة منه أرواحنا البعيدة المحكومة بالأمل فقط، الأمل أن ينجو الجميع.
لقد انتصر الزّلزال وشرّد من شرّد وقتل من قتل ولكنّه فشل في قتل روح التّضامن بين النّاجين وبين المغاربة فيما بينهم وبين الشّعوب والشّعب المغربي الذي يلقّن درسا للعالم: الكرامة فوق الموت وفوق الحياة.
فتحية دبش || فرنسا
