الإساءة إلى صورة المرأة المغربية في الأعمال الرمضانية

23 فبراير، 2024 - 20:23 ثقافة وفنون تابعونا على Lwatan

متابعة

مع اقتراب شهر رمضان، يزداد الجدل حول جودة ووفرة الأعمال المعروضة على الشاشة المغربية، والتي تتراوح بين مسلسلات درامية وكوميدية و”كبسولات ساخرة” وأفلام متنوعة.

وقد كشفت كل من القناة الأولى والثانية عن شبكتهما الرمضانية على حساباتهما بمواقع التواصل الاجتماعي، مع نشر “تيزر” للمسلسلات المنتظرة، حيث فتحت هذه الخطوة المجال لتعليقات المتابعين، الذين عبروا عن إعجابهم ببعض الأعمال ورغبتهم في مشاهدتها خلال رمضان، خاصة الكوميدية منها.

إساءة غير مباشرة للمرأة

لكن هذه الأعمال الكوميدية قد تحمل في طياتها إساءة غير مباشرة للمرأة المغربية عموماً والقروية على وجه الخصوص.

في هذا السياق، أقر الناقد الفني أحمد الدافري بوجود مشاكل حقيقية تواجه الكتابة للتلفزة المغربية، خاصة فيما يتعلق بعرض صورة المرأة في بعض الأعمال الكوميدية.

وأوضح الدافري أن “هناك نزوحاً نحو ترسيخ نوع من السذاجة الخاصة بنساء القرية، وكأن هذه المرأة لا يمكن أن تكون شخصية كوميدية إلا إذا تم تشويه بعض ملامحها الهوياتية المرتبطة بالقرية، مثل طريقة نطقها لبعض الكلمات”.

الهوية واللغة

شدد الدافري على أن “كل هذه العناصر تدخل في إطار الهوية، لأن لكل قرية جزء من الثقافة المرتبطة بالمحيط، واللغة تعكس الهوية”.

وأضاف أن “اللغة تعكس الهوية، وبالتالي لا يمكن جعل لهجة المرأة القروية عنصراً للإضحاك”.

ودعا الدافري إلى “ضرورة العمل في الكوميديا على أمور أخرى تتعلق بالموقف وبالمحتوى ونوع من السخرية الناقدة لبعض الأفعال والسلوكيات التي يجنب نبذها”.

من جهته، انتقد منتج مغربي فضّل عدم الكشف عن هويته إصرار بعض الفنانات على تقديم الصورة النمطية للمرأة القروية وجعلها محل سخرية.

واعتبر أن هذا القرار يسيء للممثلات لأنهن يقعن في فخ التكرار والإعادة، ويكشف عجزا في الإبداع وعدم القدرة على تقمص شخصيات جديدة.

غياب الشخصية القروية

لاحظ المتحدث نفسه شبه اختفاء للشخصية القروية عموماً في الأعمال الدرامية، ولعل آخرها كانت شخصية “كبور” التي قدمها الفنان الكوميدي حسن الفذ بنجاح كبير، غير أنه مع ذلك وقع أسيراً لهذه الشخصية وعجز عن الخروج من جبة “كبور”.

وأضاف المنتج أن “قنوات القطب العمومي التي تتوفر على لجان للمناصفة، تبقى حريصة على إنزال مبدأ المناصفة وتحارب الصور النمطية للمرأة عموماً سواء في المسلسلات أو الإعلانات أو أي محتوى يجري عرضه على هذه القنوات”.

ويُطرح موضوع صورة المرأة في الأعمال الرمضانية للنقاش كل عام، ويبدو أن الجدل سيستمر مع غياب إرادة حقيقية لخلق محتوى إبداعي ينصف المرأة المغربية ويقدمها في صورة إيجابية بعيدة عن النمطية.